معلومات عن الشركة
تقرير حول النقليات العامة من والى المدينة المقدسة منذ الانتداب وحتى يومنا هذا:
القدس حقيقة مما يؤسف له انه لا يتوفر معلومات دقيقة معرفة ومؤلرشفة حول الكثير من الاعماتل التاسيسية مثل شركات النقل العام التي تخصنا في هذا السياق.
متى بدأت الفكرة وكيف اصبحت واقعا علما بأن كل الذي نعرفه انها انشأت زمن الانتداب في يوم ما خلال ثلاثينيات القرن الماضي بجهود وامكانيات خاصة تحت مسمى الشركة الوطنية وحصلت على امتيازات وقتئد من الجهات المختصة للعمل بين المدن والبلدات والقرى الخاصة بها الواقعة في اتجاهات مختلفة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا انطلاقا من مدينة القدس حيث تقع مكاتبها الرئيسية.
ما بعد الانتداب:
بعد حرب عام 1948 اصبح عمل الشركة مختصرا على الضفة الغربية في حضرة النظام والادارة الاردنية مما ادى الى توقف عمل بعض الخطوط مثل يافا وحيفا واللد والرملة والبلدات والقرى المحيطة بها.
غير ان حقوق وامتيازات الشركة بقيت مع الاخذ بعين الاعتبار ان الحاجة بدأت تتطلب تحديث الاسطول وتوسيعه عندما استقرت الامور واصبحت عواصم الدول المحيطة تسعى للعمل والتجارة والزيارة انطلاقا من القدس وصولا الى العاصمة الاردنية عمان ومنها الى دمشق وبيروت وبغداد دون عوائق تذكر.
بعد حرب عام 1967:
عندما اندلعت الحرب في العام 1967 انقلبت الاوضاع راسا على عقب تفككت الشركة التي كانت تجمع تحت مظلتها جميع الخطوط وانسحب منها العديد من المساهمين بحيث توزعت الامتيازات فيما بينهم واصبح لكل خط ادارة مستقلة من حيث العمل وراس المال باستثناء شركات رام الله والخليل واريحا الى حين ان ارتأى المساهمين ضرورة الانفصال والاستقلال بالتراضي.
بعد اندلاع الانتفاضة الاولى:
عندما اندلعت الانتفاضة الاولى عام 1987 توقفت عجلة المواصلات بالكامل بعد اشهر من بدايتها ورغم المحاولات التي بذلت لعودة الحركة واستمرارها غير ان الأمور خرجت عن السيطرة والارادة جراء الاغلاقات المستمرة. وكلفة صيانة الحافلات مع الاضرار التي كانت تحل بالكثير منها نتيجة المواجهات التي كانت تنشأ مع الجيش خصوصا على الطرقات الرئيسية وداخل المدن والقرى مما تسبب بخسائر فادحة المت بالمستثمرين واعادت الكثير منهم الى نقطة الصفر.
الفورد ترانزيت يبتلع الطرقات:
بعد ما حل بالنقليات العامة وتوقفها عن العمل ونتيجة للظروف التي طرأت على الوضع العام في البلد اصبح هناك بديلا للمواصات العامة يتمثل بسيارات الفورد ترانزيت والتي ساهمت في احداث ضرر كبير براس مال الشركات واقتصادها, حيث سمح للفورد ترانزيت بحرية العمل ما يقارب عقد من الزمن وشهدت بذلك مدينة القدس فسادا وفوضى غير مسبوقة.
الجدار الفاصل يزيد من الطين بلة:
اثناء التوقف القصري لحركة المواصلات العامة وسيطرة سيارات الفورد ترانزيت كان الجدار العازل يشق طريقه بسرعة بين المدن الفلسطينية ويفصل المدينة المقدسة عن نظيراتها من المدن والبلدات والقرى المجاورة بحيث اصبحت الامور اكثر تعقيدا في اعادة حركة المواصلات العامة الى سابق عهدها. كما واصبحت الكلفة في موضوع التنقل والترحال من والى القدس نسبة الى المواطن العادي وغيره مرتفعة وفوق طاقته بسبب الظروف الاقتصادية.
بعد الانتفاضة الثانية:
دخلت علينا الانتفاضة الثانية بعد ان كادت الامور ان تتحسن وتعود المياه الى مجاريها فاستمرت المعاناه والتعطيل وازدادت حدة التوتر ولم تتوفر ادوات العودة من جديد باي ثمن.
افق جديد في العام 2004 :
بقيت امور المواصلات غير منتظمة حتى صيف عام 2004 عندها قرر عدد من اصحاب العمل ان يعيدوا للمواصلات العامة هيبتها وقيمتها وبداوا بالاعتماد على ما بقي لديهم من امكانيات ضئيلة وحافلات اوشكت صلاحية عملها على الشارع بالانهاء, بيد انهم استطاعوا بمزيد من الصبر ودخول مستثمرين جدد الى مجال هذا العمل ان يتقدموا خطوات ملموسة ومن ثم بداوا البناء والتاسيس من جديد على انه اكثر قوة ومساعدة معنوية ولوجستية من قبل وزارة المواصلات والشرطة للقضاء على ظاهرة الفوردات بعد ان اصبحت عبئ على الدولة والمواطنين على حد سواء.
بداية المشوار:
بدا اصحاب الشركات بعد هذه التطورات بترتيب شؤونهم المادية والادارية كل يعتني بحقوق امتيازه حتى عادت المياه الى مجاريها حتى اصبح من الممكن التضحية وبذل الحهود وتوفير الامكانيات كما واصبح المجال صالحا للاستثمار وجذب مساهمين جدد لدخول هذا المعترك والحفاظ على راس المال.
الوحدة تاتي وبقوة:
بعد ان استقرت الامور واصبح لكل شركة اسطولها المستقل والذي يعمل على خطوط امتيازها رآى عدد من المساهمين ان الوحدة فيما بينهم تجذب لهم القوة وتحافظ على ديمومة شركاتهم وقوتها وقد سعوا الى ذلك حتى تحققت فيما بينهم في صيف 2011.
الوضع القائم الان:
اكثر من 120 حافلة يعمل عليها عشرات السائقين تحت ادارة واحدة تراقب عن كثب وتضع الحلول لمواجهة كل طارئ من خلال اختيار متخصصين في امور المواصلات الى جانب السخاء من المستثمرين في جلب المزيد من الحافبلات الحديثة بحثا عن راحة المسافرين وسهولة تنقلاتهم.
الخلاصة:
ما ذكر سابقا يمكن ان نبني عليه بالقول ان كل الجهود التي تمت وتتم في سبيل توفير وسائل للمواصلات تعمل على خدمة جمهور المسافرين في تنقلاتهم وترحالهم لم تكن كذلك لولا الحس الوطني والانتماء لهذا الوطن خصوصا ونحن ندرك ان ذلك يتم بجهود فردية وبراس مال خاص في غياب كل وسائل الدعم الحكومي والمؤسساتي اذ لم يكن من السهولة ان نرى الان اتحادا يشمل اكثر من شركة تحت مظلة واحدة وهي اتحاد شركات الباصات العامة في شمال القدس, بعد كل هذه الظروف العسيرة التي مرت علينا وبعد ان كدنا نفقد كل امل في القضاء على الشرذمة التي اصابت مجتمعنا لفترة يسيرة من الزمن فقدنا خلالها الكثير من القيم والاخلاق وقد بدات تعود الينا بهمة هؤلاء المستثمرين المخلصين والاوفياء لوطنهم ومجتمعهم.